منتديات الصمت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الصمت
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روحي على وَشَكِ القصيدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حبيت اسلم عليك
عضو نشيط



عدد المساهمات : 300
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

روحي على وَشَكِ القصيدة Empty
مُساهمةموضوع: روحي على وَشَكِ القصيدة   روحي على وَشَكِ القصيدة Emptyالأربعاء 26 يناير - 6:12

::: روحي على وَشَكِ القصيدة :::


"من أين تبتدئ القصيدةْ"؟‏

فكَّرْتُ مثلك بالسؤالِ‏

فردّني قلبي إلى امرأةٍ بعيدةْ‏

تخضرُّ كالنجم المؤبّدِ بالضياءِ‏

فإن أنا آنَسْتُ برقاً‏

في مدى عينينِ معجزتينِ‏

فرَّتْ في براري الليل مني‏

كالطريدةْ‏

* * *‏

من أين تبتدئ القصيدةْ؟‏

من فكرةٍ؟ أم صورةٍ؟‏

من قبلةٍ؟ أم رعشةٍ؟‏

أمن اشتعالِ النبضِ في الكلماتِ؟‏

أم من آخر الصلواتِ؟‏

أم من طعنةٍ، أخرى، جديدةْ؟‍‏

من أين تبتدئ القصيدةْ؟‏

من أين يرتفع النشيدُ الملحميُّ‏

ويعتلي زبَدُ الجروحِ؟‏

أمن البياضِ..أم السوادِ؟‏

من الغموضِ.. أم الوضوحِ؟‏

أمن اصطراخ القلبِ؟‏

أم من أَنّةِ النايِ الذبيحِ؟‏

هل كان ـ في البدء ـ الغناءُ؟‏

أم البكاءُ؟‏

وهل تودّع وردةُ الأشعار عفّتها‏

إذا ذهب المغنّي في المديحِ؟‏

فأضاع في فنّ الخطابةِ‏

صدْقَ آيته ولم يُكْمَلْ نشيدَهْ‏

من أين تبتدئ القصيدة؟‏

... ووقفت مشتعلاً بأسئلتي‏

أقول لعلها تأتي وينكشف الغطاءُ..‏

عن الفضاءِ، فضاءِ أغنيتي،‏

وينبجس الصباح الغضُّ‏

عن أعراس فتنتها الفريدةْ‏

لكن صوتاً في منافي الغيبِ‏

أنبأني بأن مسالك الكلماتِ‏

موصدةٌ وأن منازل الأقمارِ‏

مازالت بعيدةْ‏

يا كاهن الأسرار:‏

من أي الجهاتِ تجيءُ؟‏

من أيّ اللغاتِ....؟‏

فقال لي: تجري القصيدةُ‏

في مهبّ الصمتِ‏

ـ عكس نبوءة العرّافِ ـ‏

كالريح العنيدةْ‏

هي، لا تسْل عنها:‏

انفجارُ القلب.. عنقاء الزمان الصعبِ..‏

زنبقةُ الغيابِ.. غزالة الوديانِ..‏

أندلس الضياءِ.. وصورةُ العذراء...‏

تضحك ملء أحداقِ الفضاءِ..‏

هي امتدادات الدعاءِ..‏

وشهقةُ الروحِ الشريدةْ‏

وهي التوحّدُ والتعبّدُ..‏

والتحوّلُ والتبدّلُ..‏

هاجس الإنسان في معنى الحياةِ..‏

وما يؤول إليهِ من بعد المماتِ..‏

شقاؤهُ الأبديُّ..‏

والمرئيَّ والمخفيُّ..‏

فرقانُ الحقيقةِ، والخيالُ‏

روحان في جسدين يمتزجانِ‏

قبّرتان فوق يديك تشتعلانِ‏

لا تتقاربان ولا هما تتنافرانِ‏

هي التشتّتُ والمآلُ‏

وهي اليقينُ.. هي الظنونُ..‏

هي الإجابةُ والسؤالُ‏

ستضيعُ في منفى من الأضدادِ‏

ثم تؤوب منكسراً‏

يباعدك اقْترابُكَ من منازلها‏

ويُدْنيكَ البعادُ‏

فاصبرْ وصابرْ‏

ريثما تدنو الحكايةُ من نهايتها‏

وتجترحُ التّتّمة شهرزادُ‏

ـ لكنني مازلت يخذلني الفؤادُ‏

ولم أمت حباً ولا حرباً‏

فهل تمضي ابتهالاتي سدى؟‏

ـ اقرأ.. ولا تحبس لسانك..‏

قلت: أرسل لي رسولاً من لَدُنْكَ‏

فقال: لا تبرح مكانك..‏

ربما وافتك ضاحكةً غَدا‏

كن أنتَ في الأعماقِ أنتَ:‏

رسالةً. لغةً. وقلباً خافقاً.‏

وجهاً. يدا‏

وكن البدايةَ والنهايةَ أنتَ..‏

صوتَك لا الصدى‏

ـ مولايَ‏

تلك روايةً أخرى‏

وفي الأعراق تعول جذوةٌ حمراءُ‏

دعني أعترفْ‏

طال انتظاري‏

وهي واقفةٌ بباب الخلْقِ‏

لاهيةً تطلُّ على الحياةْ من الردى‏

فلأنصرفْ‏

لم يبق من قلبي المشرّدِ‏

بين أغنيَتَين عاشقتين‏

إلا صمته العاري‏

وأحلامي الشهيدةْ‏

قمري يهاجر في اغتراب الليلِ‏

وامرأتي بعيدةْ‏

وأنا أحاول أن أكونَ..‏

فلا أكونُ‏

من أين ينهمر الكلامُ عليّ ثانيةً؟‏

وينفجر الحنينُ‏

لزمان زنبقةٍ مضى؟‏

من أين يألفني الجنونُ؟‍‏

وبأي آلاء النساء العابراتِ‏

تُكذّبُ الكلماتُ؟‏

كم صدَّقْتُ ما قالَ الرواةُ..‏

وها أنا وحدي‏

أسامر نجمةً مثلي وحيدةْ‏

مولاي: هل قلت الوداعَ؟‏

فقال لي: انظرْ. نظرتُ.‏

فهالني أني أرى روحي‏

على وَشكِ القصيدةْ!


للشاعـــــــر: ابراهيم عباس ياسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روحي على وَشَكِ القصيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصمت :: الصمــ(المنتديات الأدبية)ــت :: الشعر وأبيات القصيد-
انتقل الى: